منتديات دريم كافيه - لماذا للموسيقى البريطانية مثل هذا التأثير على العالم ؟ ^

http://l3.yimg.com/bt/api/res/1.2/uC...jpg_201241.jpg

متى كانت آخر مرة اجتاحت فيها الفرق الموسيقية الفرنسية العالم؟ في الواقع، متى كانت المرة الأولى لحدوث ذلك؟ أو متى كان ذلك بالنسبة لبلجيكا أو هولندا؟ يمكنك أن تطرح نفس السؤال والملاحظة على مئات البلدان في جميع أنحاء العالم.

إن المملكة المتحدة لها تأثير أبعد من حجمها في العديد من المجالات، بدءا من الخدمات المصرفية للصناعة، ويتم النظر إلى مساعينا الثقافية على هذا النحو منذ عهد الاستعمار.

شكلت شبكة المستعمرات لبريطانيا وسيلة للاتصال الثقافي مع الدول الأخرى من خلال الفنون أو من خلال الموسيقى.

ولكن كان يوجد لبلدان أخرى مستعمرات خاصة بهم، ومع ذلك، لماذا لم يكن لموسيقاهم نفس الأثر الدائم مثل ما للموسيقى البريطانية في أي مكان آخر في العالم؟ قبل النظر في السبب، علينا أولا أن ننظر في كيفية. حدوث ذلك.

بادئ ذي بدء، نحن ببساطة نعيد بيع ما كان الأمريكان يبيعوه لنا.. وكانت موسيقى الجاز الأمريكية من ضمن ذلك، وكما كانت قاعات الموسيقى مزدهرة في الثلاثينات من القرن الماضي، وكذلك كانت الموسيقى التصويرية الأمريكية مزدهرة، وقامت الفرق الموسيقية البريطانية بتقليد نفس تلك الأصوات لقادة الفرق الموسيقية الأمريكية أمثال غلين ميلير، كونت باسي، ديوك إلينغتون وبيني غودمان، لكن كان لدينا في الخمسينات موسيقى سكيفل والتي تعتبر مقدمة لموسيقى الروك أند رول وهي ليست بعيدة جدا عن موسيقى الجاز، وهو ما أعطى الموسيقيين البريطانيين صوتا في الولايات المتحدة، وذلك بفضل فنانين بريطانيين أمثال دونيجان، والذين يتمتعون بنفوذ وتأثير موسيقي كبير.

وكان دونيغان المولود في غلاسغو مشهور في الولايات المتحدة قبل منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وساعد نجاحه في إلهام الشاب جون لينون لتشكيل فرقته الأولى والتي تعزف موسيقى السكيفل والمعروفة بالكواريمين في عام 1957 . وألتحق كل من بول مكارتني، ساتكليف ستيوارت وجورج هاريسون بهذه الفرقة قبل ان يشكلوا فرقتهم الخاصة المعروفة بإسم بيتلز، وكان لهذه الفرقة نجاحا استثنائيا في الولايات المتحدة، ثم شكلوا فرقة رولينغ ستونز والتي مهدت الطريق للفرق الموسيقية البريطانية لإطلاق أنفسهم في جميع أنحاء المعمورة وكان يطلق عليه "الغزو البريطاني، حيث أن أعمالهم مثل داستي سبرينغفلد، وأنيمالز، وذا هو، والكينكس نشرت موسيقاهم في جميع أنحاء العالم، وذلك باستخدام الولايات المتحدة كنقطة انطلاق غاية في الأهمية.

وجاء "الغزو البريطاني الثاني" في الثمانينات من القرن الماضي ، وذلك بفضل انتشار قناة أم تي في الموسيقية الجديدة، والتي برزت بشكل صاخب من نيويورك في عام 1981 وأوصلت هذه الموسيقى الجديدة إلى بيوت الناس مباشرة بطريقة أكثر إثارة وإبداع أكبر مما يمكن أن تحلم به الإذاعة بالراديو أن تحققه. الأعمال الموسيقية المتباينة الأصوات مثل " كوين، ذا بوليس، ديفيد باوي، فيل كولينز، التون جون، ديف ليبارد، سيمبل مايندز، جورج مايكل، بوي جورج وآني لينوكس، وكلها حققت نجاحات واسعة في المملكة المتحدة، ومن ثم الولايات المتحدة، ومن ثم في جميع أنحاء العالم بفضل هذه الشبكة التلفزيونية الجديدة المخصصة فقط للموسيقى .
رغم أن موسيقانا أصبحت بشكل ملحوظ أكثر عامية في تسعينات القرن العشرين، نتيجة التفجر الإبداعي القادم من مدينة مانششتر البريطانية، لاتزال الموسيقى بعيدة عن شواطئنا وتراثنا بنظامها الجديد، لذلك بدأت فرق بريتبوب أو موسيقى البوب البريطانية نهجا جديدا يقربها من الهوية الوطنية البارزة. وذلك حتى تتمسك فرق البوب وفريق سبايس غيرلز البريطانية بهويتها بشدة، بدلا من التخفيف من هويتهم سعيا وراء الأسواق العالمية.

إن رؤية الحواجز وصراخ المشجعين يحاصر نيال، زين، ليام وهاري ولويس، سوف يذكر الكثيرين من الجيل القديم بالتأثير المذهل الذي كان يمتلكه هؤلاء الرجال الأربعة القادمين من ميرسيسايد منذ ما يقرب من 50 عاما مضت.

مثلما قام فنانو البوب بخلق قاعدة للنجاح في المملكة المتحدة، ثم انتقالهم لفعل نفس النجاح في الولايات المتحدة، فإن بقية العالم سوف يكون هو التالي قريبا. إن ما تفعله الموسيقى البريطانية بالضبط لتحقيق النجاح يكمن في الصيغة التي لا تقدر بثمن والمكونة من خليط من الزمن، والمكان، والتاريخ، والمواهب، والتراث، والظروف، والمال، ومليون سبب آخر في نواح كثيرة من العوامل غير المحددة. وطالما أن هذه الصيغة والتركيبة لا تزال تفعل ذلك، فإن الموسيقى البريطانية سوف تستمر في تأثيرها على الخريطة الموسيقية العالمية.

:131::131::131::131::131::131::131::131::131: