لقد شاع عند الناس ، العوام منهم ، وحتى من أفواه الخطباء والوعاظ أن اسمي
قابيل وهابيل هما اسما ابني آدم عليه السلام
اللذان قتلَ أحدُهما الآخر بعدما قدَّما قرباناً فتقبَّل اللهُ سبحانه وتعالى من أحدهما ولم يتقبل من الآخر
وهذان الإسمان لم يردا في كتاب الله سبحانه وتعالى ولم يُوقف عليهما في ُسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ ,
وإنما نقل الينا هذان الإسمان من (الإسرائيليات )
في كتاب الله تعالى: (ابْنَيْ آَدَمَ).
وفي "الصحيحين" مرفوعًا: (ابن آدم الأول).
وأخرج الطبري بسند حسن، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ("وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ"): كان رجلان من ابنَي آدم، فتُقُبِّل من أحدهما، ولم يتقبَّل من الآخر).
قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله في "عمدة التفسير" 1/662:
(وأما تسميتهما بـ : "قابيل وهابيل" فإنما هو من نقل العلماء عن أهل الكتاب، لم يرد به القرآن، ولا جاء في سُنَّة ثابتة فيما نعلم، فلا علينا ألا نجزم به ولا نرجِّحه، وإنما هو قول قِيل).اهـ.
وينظر: "التفسير الصحيح المسند": أ.د: حكمت بشير، 2/172.
(فائدة):
قال الفاضل ابن عاشور في "التحرير والتنوير" 6/169:
(في التّوراة هما: "قايين" - والعرب يسمُّونه: قَابِيل - وأخوه: "هَابِيل").اهـ. وينظر: "فتح الباري" 12/193.
والله أعلم وأحكم.
"ملتقى أهل الحديث"