*تعزية في موت شارون *الأربعاء 15-01-2014|* 09:30* صورة: http://www.aqlame.com/local/cache-vi...6699-e3ce8.jpg *عبد الله محمدن امون *بلغني أن بلدا عربيا وحيدا قدم تعزية للكيان الصهيوني في موت شارون مع اختلاف الروايات في تحديد البلد المذكور, وعلى كل حال فقد أحببت أن أقدم بدوري تعزية إلى الكيان بهذه المناسبةلكن لدي إشكالية مبدئية في تسمية الجهة التي سأقدم لها العزاءهل أقول إلى دولة إسرائيل مع علمي أنه مصطلح مرفوض أخلاقيا من قبلنا كمسلمين و ظل محل جدل من الناحية القانونية حتي من قبل بعض اليهود أنفسهم منذ أن تخلق ذلك السرطان مضغة عفنة فى ليلة حالكة الظلمة من الرابع عشر من شهر مايو عام 1948 في الجزء الذي خصص له قرار التقسيم من أرض فلسطين المباركةومنذ ذلك التاريخ بقي الجدل قائماً حول هوية ذلك الكيان وهوية مواطنيه. وربما تكون (إسرائيل) كما يقول الدكتور أسعد عبد الرحمن هي الوحيدة في هذا العالم التي ترفض إعطاء اسمها كهوية قومية لمواطنيها. ومؤخراً، أصدرت المحكمة العليا للكيان قراراً نافذاً ركز عليه الإعلام الإسرائيلي كثيراً جاء فيه: (المحكمة الإسرائيلية العليا ترفض اعتبار القومية الإسرائيلية هوية وطنية لأنها تهدد قواعد الدولة) وهكذا يكون الكيان الصهيوني بدون اسم وبدون هوية قومية أو وطنيةهل أوجه التعزية مثلا إلى شعب إسرائيل او الشعب اليهودي لكن حتي هذا المصطلح لا يستقيم حيث يصطدم بواقع أن الكيان الحالي لا ينحدر معظم أفراده من ذرية نبي الله يعقوب (الذي سمي نفسه بلقب إسرائيل ) وبالتالي لا ينتمون أيضا إلى اليهود (نسبة إلى هودا وهو أحد الأسباط الإثنا عشر من ولد يعقوب) كما أنه الوحيد الذي ترك عقبا فقد هلك نسل بقية الأسباط بعد خروجهم من مصر وهذا ما دعمته الحقيقة الصادمة التي ظهرت مأخرا بواسطة التحليل الجيني الذي كشف علمياً أن اليهود الأشكناز الأوروبيين (الذين اعتنقوا الديانة اليهودية في القرن السابع الميلادي) هم أخلاط من أمشاج مختلفة لا تمت للسامية بصلة أبداً وهي الحقيقة التي رأي فيها كثيرون بداية لتفتت الكيان الإسرائيلي من الداخل بفعل غياب عامل موحٍدٍ يتفق عليه كل حاملى وثائق الكيان, اما من الناحية الجغرافية السياسية والدينية فإن أكذب المؤرخين لم يستطع القول بأنه كان هناك في وقت من الأوقات، وفقاً للتوراة، أية ولاية أو مملكة تدعى مملكة إسرائيلولكن لم ننازع شعب الكيان في أصله ,لم لا نقر لهم بإسرائيليتهم ويهوديتهم , نعم لنقل إنهم يهود ونثبت لهم نسبتهم إلى نبي الله يعقوب وهو ما يمكننا من توجيه الخطاب لهم دون لبس, ولكن ذلك يفرض علينا التعامل مع حقائق قرآنية لا تقبل الجدل , إن قصة أصحاب السبت لا خلاف عليها كما لا خلاف على أن أصحاب السبت كانو يهودا اقحاحا ولا خلاف أخيرا على أن الله مشخهم قردة وخنازير, من هنا نستطيع أن نحدد هوية مخاطبنا بصورة لا لبس فيها فنقول:يا إخوان القردة والخنازيروبما أن التعزية تقتضي ذكر بعض محاسن ومناقب الميت , فالنبحث عن بعض ما نستطيع أن نذكره عن شارون في هذا الباب وسوف نعتمد على شهادات بعض من عاصروه أو كتبوا عنه, لكن قبل ذلك نتساءل عن هذا (الفقيد)كانت ليلة الثامن والعشرين من فبراير عام 1928 ليلة غير عادية, لقد اقترب كوكب العقرب في تلك الليلة من القمر كثيرا وهو ما يعد لدى المنجمين (وقد كذبوا وإن صدقوا) نذير شؤم لا خلاف عليه, لقد كانت ليلة شتائية كئيبة على قرية ميلان الفلسطينية الوادعة التي لم يستطعم سكانها النوم ليلتهم من فرط نعيق الغربان و نباح الكلاب ,كانت ليلة رقص فيها المردة من أحفاد إبليس فرحا وطربا حتي مطلع الفجر,ليلة أبا صبحها أن ينجلي لان الشمس كأنما ترددت طويلا في الشروق نفورا من رؤية الوافد الجديد, في تلك الليلة وتحديدا في أحد جحور ما سيعرف فيما بعد( بمستوطنة كفار ملال) ولد الصًلٍ الصغير (أرييل) لأبيه الثعبان (صموئيل مردخاي شرايبر) وأمه الحية الرقطاء (فيرا شنيئورسون) لأسرة من أصول بولندية عملت في مزارع الموشاف في فلسطين بعد أن فرت إليها خوفاً من بطش النازيين.وقبل أن نخوض في تاريخه مع الدم والقتل ضد العرب لا بأس أن نتطرق إلى نبذة عن حياته الشخصيةحيات شارون الشخصية والعائليةعرف الثعبان الصغير(أرييل شارون) منذ نشأته بالعدوانية والميل إلى العنف فقد كان يحمل دوما معه عصا صغيرة لإخافة وابتزاز أقرانه من أبناء القرية رغم أن تلك العصى لم تمنع مراهقا فلسطينيا ذات غداة من أن يذله ويهتك عرضه وهو ما قال شارون إنه تسبب في كراهته للعرب, وبعد عثرات طويلة في التعليم أرسله والده لدراسة الزراعية ولكنه قشل في ذلك وكأنه كان يستشرف نصيحة بن غوريون له بعد ذلك بسنوات حيث قال له ناصحا: لا تقرأ يا أرييل فأنت لا تصلح إلا للقتل ونحن نريد قتلة أكثر من مثقفين.في كتابته لسيرته الذاتية – حول حياته الشخصية- لم يتورع شارون عن الكذب. فهو يزعم ان زوجته الاولى ماتت بحادث سير لان مقود سيارته كان على الطراز الانكليزي. وان ابنه (11 سنة) قتل خطأ على يد طفل آخر كان يلعب ببندقية شارون نفسه ، وقد تناسى شارون حسب بنزيمان ان زوجته مارغاليت انتحرت عام 1962 لانها اكتشف ان زوجها على علاقة مع شقيقتها ليلى، وقد تزوجا بالفعل بعد انتحار الزوجة، اما بالنسبة الى مقتل ابنه، فان شارون لم يكن مسامحا كما حاول الايحاء في مذكراته، بل مارس ابشع عمليات الارهاب والانتقام ضد القاتل واهله، بحيث اجبرهم جميعا على الهرب من المنطقة والسكن في مدينة اخرى ،ولم يكن سجله الشخصي أو العائلي نظيقا أبدا فما زالت معركة فساد أولاده عومري وجلعاد والتي لم تنته حتي الآن قائمة ومازال الادعاء العام في إسرائيل يرفض إغلاقها نهائيا واكتفى بالتسوية التي أبرمها مع عومري شارون, بل إن شارون نفسه مات وهو متهم بتلقي رشاوي من رجال أعمال في إسرائيل من أجل تسهيل أعمالهم, ومن أبرز هؤلاء الرجال سيريل كيرن رجل الأعمال الجنوب أفريقيشارون المهوس بالدم والقتل والتعذيبيقول ضابط الموساد المتقاعد الينوري مارن في مذكراته إن شارون كان يطلب منهم القيام بأفعال يندى لها الجبين، ويقوم هو بما عجزوا هم عن القيام به من تعذيب الفلسطينيين كما أكد أن شارون فضل مرة أن يحتفل بعيد ميلاده عن طريق إطفاء شموع خاصة و هي قتل 20 طفلا، وفي طريقه وجد امرأة تحمل رضيعا فقام بفصل رأسها عن جسدها، وبعدها أمر بإشعال النار وقذف فيها الرضيع الذي كان كلما تعالت صرخاته تتعالى ضحكات شارون، وبعد أن احترق الرضيع يقول الينوري, أشار إلى قائلا إن هذا الرضيع لا يدخل في حساب العشرين طفلا, ويواصل الينوري مارن في مذكراته قائلا: و حل دور الخمسة الذين قادتهم براءتهم إلى اللعب في الشارع ليس بعيداً عن منطقة الجليل فأمر جنوده البطاشين بأن يختطفوهم وهم لا يتجاوزون الست سنوات، حيث أمر بتعذيبهم و بعدها أحرقهم كما فعل بالرضيع و يضيف الكاتب أنه خلال ساعة ونصف تم القضاء على 15 طفلا فلسطينياشارون والمجازر الجماعيةيعلم الجميع أن شارون كان بطل مجازر صبرا وشاتيلا التين راح ضحيتهما مئات الفلسطينيين في مخيمين للاجئين بالعاصمة بيروت, لقد صمم (الفقيد) المجازر وأمر بتنفيذها وسهل للجناة فعلتهم وفتح لهم الطريق بعد احتلال بيروت عام 1982م، وكان شعاره: “بدون عواطف” !!، وكانت مذبحة مروعة قتل وذبح فيها 1500 من النساء والرجال والأطفال، رغم أن الإحصائيات تفاوتت، فأوصلها البعض إلى 3500 شخص، ولكن المتفق عليه أن عددا كبيرا قتل بهذه الجريمة الإنسانية البشعة، وتم التمثيل بالجثث وبقر البطون، وقطع الأطراف، واغتصاب النساء والفتيات بشكل متكررلقد بلغت المجازر من بشاعتها حدا جعل حكومة الكيان تقرر طرده من منصبه عام 1983 بعد إدانته بالقتل من خلال التحقيقات التي أجرتها محكمة اسرائيلية في عملية غزو لبنانولكن ما لا يعلمه الكثيرون هو ان تلك المجازر لم تكن إلا حلقة في مسلسل مجازر دأب ذالك السيكوباتي على ارتكابها كل ما سنحت الفرصة فتاريخه مع النار قديم وسوابقه في المذابح لا تحصىلقد انخرط شارون في صفوف منظمة الهاجاناه عام 1942 وكان عمره آنذاك 14 سنة. وانتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس الكيان ليشارك في معركة القدس ضد الجيش الأردنيبدأ تاريخه مع المجازر نهاية الأربعينات حيث اشترك بفاعلية في مذبحتي دير ياسين و اللُّدّ عام 1948م ، وأصيب في نفس العام في بطنه في معركة اللطرون ووقع أسيرا بيد الجيش العربي الأردني على يد النقيب حابس المجالي الذي عالجه – وليته لم يفعل- ونقله إلى الخطوط الخلفية وهو لا يعلم انه بذلك يحفظ روحا ستزهق آلاف الأرواح العربية بعد ذلك ليتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانيةكانت اولى اعترافات شارون للأردنيين بالجميل - بعد أن عالجوه وبادلوه بأسير أخر- هي مقتل 170 مدنيا أردنيا حينما إتجه سنة 1953 بقيادة الفرقة 101 وهي عبارة عن وحدة خاصة كان انشأها قبل ذلك بسنة وتتكون من اليهود المحكوم عليهم في جرائم قتل، والذين يمضون أحكاما طويلة في السجون الإسرائيلية، توجه (الفقيد) بكتيبة الموت تلك إلى قرية قبيًة العربية التي تقع شمال القدس في المنطقة الحدودية تحت إدارة الأردن ، ثم حاصرها وأمطرها بوابل من نيران المدفعية فدكت القرية دكاً على من فيها، وقد دلت مواضع الإصابات في أجسام الضحايا الذين سقطوا على أنهم لم يُعطوا فرصة مغادرتها كما يقول تقرير قائد مراقبي هيئة الأمم المتحدةمن الصعب إحصاء (مناقب الفقيد) المتصلة بعالم القتل والتآمر والإغتيال لكننا نستطيع أن نضيف إلى ما سبق أنه قام بالأعمال التالية:ارتكاب مذابح ضد الأسرى المصريين عام 1967، مما أدى إلى مصرع ثلاثة آلاف أسير أعزل، بالاشتراك مع آخرين من ضباط الجيش الصهيوني.وقد تباهى شارون بذلك ونُقلت عنه تصريحات يقول لقد كنت آمر الجنود الأسرى بحفر قبورهم بأيديهمفي عام 1971 ترأس عملية هدم ألفي منزل فلسطيني في محاولة للقضاء على مقاتلي جيش التحرير الفلسطيني..اجتياح بيروت سنة 1982 وتدمير أجزاء كبيرة منهاتدنيس المسجد الأقصى بزيارته له في 28/9/2000م تحت حراسة ثلاثة آلاف جندي يهودي مدججين بالسلاح.مذبحة جنين 2002م.عملية بناء السور الواقي .القيام بالكثير من عمليات الاغتيال ضدَّ أفراد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم اغتيال الشيخ أحمد ياسينمن (مأثور)أقوالهصرح في مقابلة مع الجنرال أوزي مرحام، عام 1965، بقوله: “لا أعرف شيئا اسمه مبادئ دولية، أتعهد بأن أحرق كل طفل فلسطيني يولد في المنطقة، المرأة الفلسطينية والطفل أخطر من الرجل، لأن وجود الطفل الفلسطيني يعني أن أجيالا منهم ستستمروفي خطاب له عبر الإذاعة الإسرائيلية. 5 نوفمبر 1998 قال: جميعنا يجب أن يتحرّك، أن يركض، يجب أن نستولي على مزيد من التلال، يجب أن نوسّع بقعة الأرض التي نعيش عليها. فكل ما بين أيدينا لنا، وما ليس بأيدينا يصبح لهم"يمهل ولا يهمليوم الإربعاء 4 يناير 2006 أخذه الله أخذ عزيز مقتدر فأصيب بجلطة دماغية سببت له فقدان وعيه. أدخل إلى مستشفى (هداسا عين كرم) في القدس حيث أجريت له عملية دامت 6 ساعات لكنه لم يعد إلى وعيه ومنذ ذلك اضطر الأطباء إلى إعادته لغرفة العمليات بضع مرات بعد أن اكتشفوا وجود مناطق أخرى في الدماغ تعاني من النزيف، ومشاكل طبية أخرى.المعاناة والشعور بالألمهناك نوعان من الغيبوبة أحدهما يسمي غيبوبة كاملة بحيث يكون المريض على قيد الحياة لكنه لا يحس بأي شئ, أما النوع الثاني فهو ما يسمي بغيبوبة الوعي الأدني حيث يحتفظ المريض بجزء من وعيه بحيث يشعر بالألم والمعاناة وهي أصعب وضعية يكون فيها المريض , فلاهو في حالة غيبوبة كاملة تفقده الشعور بالإحساس ولا هو في وعي يمكنه من التعبير عن ما يشعر به لكنه يتعذب ويتألم داخليا وهذه هي الحالة التي أمضي فيها شارون ثماني سنوات من عمره كما صرح بذلك الطبيب المسؤول عنه في مقابلة صحافية مع إذاعة (غالي تساهل) في 17 سبتمبر 2008 حيث قال إنه في حالة (الوعي الأدنى) حيث يحس بالألم ويرد ردًا أساسيًا على سماع الأصوات, وذلك ليذوق من العذاب الأدني دون العذاب الأكبر لكنه ما كان ليرجع فمثله لم يخلق لينعم برحمة الله.الملائكة في زيارة غير وديةيوم السبت الحادي عشر من يناير 2014 وبعد حوالى 3,000 يوم من سكرات الموت, نزلت ملائكة غلاظ شداد ذوي وجوه كالحة سوداء فأخذو يضربون (الراحل) وة وعنف تمهيدا لمقدم عزرائييل الي وصل في الوقت المحدد ليسحب روح البلدوزر أو السفاح كما كان يحلو له أن ينادى فتفرقت روحه في جسده المتعفن فانتزعها عزرائيل بعنف كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فكانت روحه أنتن ما يكون فلعنه جمع الملائكة الحاضرين وأغلقت السماء دون روحه الخبيثة فأنزلت في سجين ودفن في مزرعة له حيث فتح عليه باب من النار يتأمل منه مقعده فيها وما أعد له من مكانة مرموقة بين خشب جهنم ومن حقت عليه كلمة العذاب ليعرض على النار بكرة وعشيا إلى يوم الدين بقلم //عبد الله محمدن امون