لعبة واحدة تكفي
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
.gif) .gif) .gif) .gif) .gif) .gif) .gif) .gif)
هل يتذكر احد اول لعبة امتلكها في الطفولة؟
حاصرني هذا السؤال بالذكري طوال ساعات صحوي بالامس. فقد التقطت نسخة من جريدة التايمز اللندنية وعكفت علي القراءة في انتظار ان ادعي الي اللقاء الذي كنت اتيت من اجله. وقرأت جانبا مما يثير اهتمام العامة هنا حاليا وهو ان كيت دوقة كمبردج حامل وتعاني مما تعانيه كل انثي تجرب الحمل من احساس بالقيئ والغثيان. الفرق هنا هو ان كل نساء الدنيا تعاني في صمت وربما لا تخرج شكواها خارج اطار التماس التعاطف من ام او اخت او صديقة. ولكن الدوقة التي يمكن ان تصبح ملكة خلال سنوات تحسب لها كل آهة وكل تنهيدة وكل موجة احساس بالقيئ الي درجة ان تنشر صورها بالحجم الكبير في كل الصحف اليومية تقريبا.
والي جانب اخبار كيت وردت تساؤلات عن تربية الطفل الذي تحمله كيت وكيف يمكن ان تكون تربية مختلفة عن تربية الملكة الحالية حين كانت طفلة. اذهلني ان الملكة تركت لمربية صارمة لم تكن تسمح لها باللعب بأكثر من لعبة واحدة في اليوم. وهالني ان المربية لم تكن تسمح للطفلة برؤية امها الا في عطلة نهاية الاسبوع.
قرأت وتنهدت وقلت : الملك لله. وفي الوقت نفسه تذكرت انني قبل ايام زرت اسرة شابة لهابنة طفلة لم تتجاوز العام ونصف العام وكيف انني دهشت من كثرة الالعاب المتناثرة في غرفة الجلوس لكي تختار منها الصغيرة ما تشاء.
ولم يسعني الا تذكر اللعبة الاولي التي امتلكت. كانت دمية صنعتها صديقة لأمي احبتني كثيرا واحتضنتي في الطفولة فصنعت لي دمية من القطن وحشتها بالقطن ورسمت لها شفتين بالخيط الاحمر ووضعت لها عينين كانتا عبارة عن زرارين في وسط كل منهما غرزة سوداء ثم غزلت لدميتي ضفيرتين من صوف التريكوه . وكانت الدمية لا تفارقني ليلا ولا نهار وكنت اكلمها واشاركها افكاري واحنو عليها ثم اخترت لها مكانا امينا اضعها فيه كل ليلة خوفا عليها من السرقة.
لم انس دميتي ابدا. فهل يمكن للطفلة ذات العام ونصف العام ان تتذكر كل العابها غالية الثمن صناعة فيشر برايس او غيره من الشركات ؟ اشك في ذلك. ولكن مالا اشك فيه مطلقا هو ان الملكة مهما مضي بها العمر لابد ان تتذكر حجم الالم الذي جربت حين حرمتها المربية من رؤية امها الا في عطلة نهاية الاسبوع.
وفي المرتبة الثانية من الذكري تأتي ذكري بيت كرتوني ملون اشتراه لي ابي حين اصبت بمرض الحصبة وانا في السادسة من العمر . وفي ذلك الوقت كان المريض يعزل في غرفة مظلمة لمدة ثلاثة اسابيع ويعيش علي السوائل حتي تنحسر الاصابة. ولابد ان قلب ابي رق لي لأنه عاد من العمل يوما وبيده البيت المذكور والذي بهرني فتصورت انه اللعبة الاجمل في العالم كله. وفي الواقع طغت فرحتي بالبيت الكرتوني علي احساسي بالمرض والخوف وانا حبيسة غرفتي.
حين اتذكر تلك التجارب التي مرت عليها سنوات طويلة يهمس صوت الضمير فيقول ان لعبة واحدة تكفي. ولا داعي لاغراق الطفل في العاب باهظة الثمن. والاهم من ذلك هو الا تتنازل ام عن رعاية طفلها وحمله وتقبيله والكلام معه وهدهدته قبل النوم لأن تلك الامور هي بمثابة الشمس والنور اللذين يشتد بهما عوده ومهما حنت عليه مربية فلا يمكن ان يوازي حنانها حنان الام التي حملت وشعرت بالغثيان والرغبة في القيئ ثم شعرت بثقل ما تحمل وجربت اوجاع الظهر والام المخاض وسهر الليل, حتي لو كانت ملكة متوجة.
gufm ,hp]m j;td ,hp]e
|