التضحية والجحود / تحدي الكلمات 2013 2014 2015
- - - - - - -
www.dream-cafeh.net
- - - - - - -
التضحية والجحود / تحدي الكلمات
حصريا على دريم كافيه
2013 - 2014 - 2015 - 2016
*صورة: http://persian-star.org/1388/8/02/ir...nian-art14.jpg * *بكل اتساع هذه الأرض في أعيننا**بل باتساع هذه المجرة بكل ما فيها **يضيق هذا الاتساع في عينيك عندما تحيط بك الوحدة من كل اتجاه**وتشعر انك محاط بفراغات لا تنتهي ولا يلج اليها أحد**كيف لا !**وقد كنت محاطاً بأناسٍ من حولك تحبهم ما عادوا هنا**هذا ما تجسد في قلبها بعد هذه الحكاية**فقد اعطت كل ما تملك من حنان لأبنها الأول**فهي بطبيعتها ذات قلب كبير فكيف بها وهي الآن أم**أنجبت من الأبناء أربعة أولاد وبنتان**كم أحبت أبنائها وكم غمرتهم بكل ما يحتاجونه من قلبها المعطاء**ربتهم جميعا بنفس الحب خصوصاً بعد رحيل الأب**وتمر السنين وها هم درسوا وتخرجوا**ومن ثم تزوجوا وغادروا واحدا ً تلو الآخر**لم تكن سعيدة بمغادرتهم وابتعادهم عنها**لكنها لا تريد أن تتدخل في حياتهم **وقدمت سعادتهم على رغبتها و سعادتها **هم لم يشعروا كم افتقدتهم فقد شُغِلوا بأبنائهم وأعمالهم**وهاهي الآن في بيت شبه مهجور إلا من جارةٍ وفية **و من عنكبوت هنا و آخر هناك ابتنت بيوتا ُ لها في الزوايا**وكأنها شاهد على قلة الحركة في هذا المنزل**بعد أن كان يعج بالحركة والنظافة و الترتيب**فما عادت قادرة على العناية بالمنزل**وكلما سألتها ابنتها الكبرى حين تزورها** ما بال المنزل يعلوه الغبار؟**رددت على مسامعها نفس العبارة** ما عاد فيني شدّة يا بنتي يا دوب أسوي أكلي **وكأنها أشارة إلى أرحموني واشعروا بحاجتي لكم **لكنها كانت تخفي كل هذا الأسى تحت تضحية الأم الطاغي**لسعادة أبنائها ولو بأثمان باهظة وهي من يدفعها**وما كانوا هم بقدر ما قدمته لهم**في ذالك الشتاء وقد كان استثنائياً**سجلت درجة الحرارة صفر نهاراً وخمس درجات تحت الصفر ليلاً**وتوقفت الحياة في بعض المناطق بسبب الصقيع **جارتها تتصل بابنتها الكبرى**أمك لا تجيب على طرق الباب ولا تجيب على الهاتف أنا قلقة **حضرت ابنتها الكبرى هي وزوجها بعد عناء بسبب تجمد الطرق **طرقوا الباب كثيراً ولم يفتح قاموا بكسره ولما دخلوا**وجدوها قد فارقت الحياة وبين أحضانها البوم صور الأبناء والأحفاد**ودمعة على خدها متجمدة**كتب الطبيب في تقريره**سبب الوفاة تجمد الأطراف أعقبه سكتة قلبية**دُفِنت أم زياد **وبقي الكون باتساعه لم يتجاوز حجم دمعتها المتجمدة**وبدفنِها طويت صفحة أخرى من صفحات** التضحية والجحود .*
بكل اتساع هذه الأرض في أعيننا
بل باتساع هذه المجرة بكل ما فيها
يضيق هذا الاتساع في عينيك عندما تحيط بك الوحدة من كل اتجاه
وتشعر انك محاط بفراغات لا تنتهي ولا يلج اليها أحد كيف لا ! وقد كنت محاطاً بأناسٍ من حولك تحبهم ما عادوا هنا
هذا ما تجسد في قلبها بعد هذه الحكاية
فقد اعطت كل ما تملك من حنان لأبنها الأول
فهي بطبيعتها ذات قلب كبير فكيف بها وهي الآن أم
أنجبت من الأبناء أربعة أولاد وبنتان
كم أحبت أبنائها وكم غمرتهم بكل ما يحتاجونه من قلبها المعطاء
ربتهم جميعا بنفس الحب خصوصاً بعد رحيل الأب
وتمر السنين وها هم درسوا وتخرجوا
ومن ثم تزوجوا وغادروا واحدا ً تلو الآخر
لم تكن سعيدة بمغادرتهم وابتعادهم عنها
لكنها لا تريد أن تتدخل في حياتهم
وقدمت سعادتهم على رغبتها و سعادتها
هم لم يشعروا كم افتقدتهم فقد شُغِلوا بأبنائهم وأعمالهم
وهاهي الآن في بيت شبه مهجور إلا من جارةٍ وفية
و من عنكبوت هنا و آخر هناك ابتنت بيوتا ُ لها في الزوايا
وكأنها شاهد على قلة الحركة في هذا المنزل
بعد أن كان يعج بالحركة والنظافة و الترتيب
فما عادت قادرة على العناية بالمنزل
وكلما سألتها ابنتها الكبرى حين تزورها
ما بال المنزل يعلوه الغبار؟
رددت على مسامعها نفس العبارة
ما عاد فيني شدّة يا بنتي يا دوب أسوي أكلي
وكأنها أشارة إلى أرحموني واشعروا بحاجتي لكم
لكنها كانت تخفي كل هذا الأسى تحت تضحية الأم الطاغي
لسعادة أبنائها ولو بأثمان باهظة وهي من يدفعها
وما كانوا هم بقدر ما قدمته لهم
في ذالك الشتاء وقد كان استثنائياً
سجلت درجة الحرارة صفر نهاراً وخمس درجات تحت الصفر ليلاً
وتوقفت الحياة في بعض المناطق بسبب الصقيع
جارتها تتصل بابنتها الكبرى
أمك لا تجيب على طرق الباب ولا تجيب على الهاتف أنا قلقة
حضرت ابنتها الكبرى هي وزوجها بعد عناء بسبب تجمد الطرق
طرقوا الباب كثيراً ولم يفتح قاموا بكسره ولما دخلوا
وجدوها قد فارقت الحياة وبين أحضانها البوم صور الأبناء والأحفاد
ودمعة على خدها متجمدة
كتب الطبيب في تقريره
سبب الوفاة تجمد الأطراف أعقبه سكتة قلبية
دُفِنت أم زياد
وبقي الكون باتساعه لم يتجاوز حجم دمعتها المتجمدة
وبدفنِها طويت صفحة أخرى من صفحات
التضحية والجحود .
2013 - 2014 - 2015 - 2016
hgjqpdm ,hg[p,] L jp]d hg;glhj 2013 2014 2015
|